أخبار مصر

تغيّر الأولويات يغيّب مصر وإسرائيل عن جولة ترامب

صوت المصريين - The voice of Egyptians

 

فتح غياب مصر وإسرائيل عن جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخليجية والتي شملت السعودية وقطر والإمارات، نقاشات حول أسباب غيابهما، وما إذا كان هذا الغياب تعبيرا عن امتعاض من سياسات القاهرة وتوجهات تل أبيب، أم هو تغيير في أولويات واشنطن في هذه المرحلة الحيوية، دون مساس بالقوام الرئيسي لتحالفات الولايات المتحدة في المنطقة.

ولم تكن مصر على جدول أعمال جولة ترامب للمنطقة منذ البداية، وتركت زيارة إسرائيل للتقديرات السياسية اللاحقة، التي انحازت في النهاية إلى تغييبها لاعتبارات تتعلق بموقف الرئيس ترامب الغاضب من بعض تصورات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والتي يمكن أن تمثل إزعاجا لحسابات الإدارة الأميركية في الفترة المقبلة، حيث لم تتمكن إسرائيل من تحقيق بنك أهدافها المتذبذب ولم تستطع وقف الحرب، وتحولت إلى عبء على ترامب.

وحتى وإن كان هناك غضب من نتنياهو والنظام المصري إلا أن غياب البلدين عن أجندة ترامب يشير إلى أن هذه المرحلة، على الأقل، ليست مرحلتهما، حيث يركز الرئيس الأميركي على الشق الاقتصادي، وليس السياسي كما في زيارته خلال ولايته الأولى.

وكان ترامب قد ركز خلال زيارته الخليجية عام 2017 على إسرائيل وأبدى اهتماما بمصر حيث دعّم نقل السفارة الأميركية إلى القدس وعزز التعاون الأمني مع القاهرة والتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسي في الرياض خلال القمة العربية – الإسلامية.

وتصب النتيجة السياسية التي تحققت من جولة ترامب الخليجية في صالح إسرائيل على المدى البعيد، وإن تم تجاهل ملف التطبيع بينها والسعودية كي لا يعكر ما أراده ترامب من صفقات اقتصادية، لكنها لن تصب في صالح مصر سياسيا، وقد تخرج بعض الخلافات إلى العلن بينها وبين دول خليجية حول تفاصيل الموقف من غزة وسوريا.

ويؤكد عدم التركيز على ملف غزة في خضم جولة ترامب أنه غير مقتنع بما جرى تبادله من مبادرات وأفكار حول وقف الحرب ومستقبل القطاع والخطة المصرية – العربية لإعادة الإعمار، وكان الخيار المناسب هو التجاهل النسبي.

وبدا أن الحماس الذي كان يبديه ترامب تجاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ولايته الأولى قد تراجع خاصة أن مصر لم تتحمس لدعوة ترامب إلى تهجير سكان القطاع، ولم تتجاوب في مرحلة ثانية مع طلبه بأن تمر السفن الأميركية عبر قناة السويس دون مقابل.

رئيس الوزراء: «تلال الفسطاط» ستكون الحديقة المركزية الكبرى على مستوى القاهرة كلها

ويؤكد التركيز على ملف سوريا ورفع العقوبات الأميركية عنها ومصافحة ترامب للرئيس أحمد الشرع والحوار بينهما، أن الطريق مفتوح أمام دمشق لتنخرط في علاقات إقليمية، ولدى تل أبيب والقاهرة تحفظات على ذلك، قبل ضمان استجابة دمشق لشروط ترامب، والتي كشفها بيان للبيت الأبيض بلا مواربة.

وقال الباحث المتخصص في الشؤون الأميركية عمرو عبدالعاطي إن عدم وجود مصر وإسرائيل يرتبط بطبيعة أجندة الزيارة، وهدفها الاقتصادي والتجاري أكثر من كونها زيارة سياسية، ولم تضع في اعتبارها البحث عن حل لوقف حرب غزة.

وذكر لـ”العرب” أن إدارة ترامب مارست ضغوطا قوية على حركة حماس وإسرائيل الفترة الماضية لوقف الحرب، لكنها لم تحقق نتائج إيجابية بسبب اتخاذ الحكومة اليمينية في إسرائيل إجراءات متشددة دفعت الولايات المتحدة للسير في اتجاه تبني موقف متعارض معها، وظهر ذلك في استمرار المفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي.

ولفت إلى أن عدم زيارة مصر يرتبط بأن الولايات المتحدة ترى أنها طرف مؤثر في ملف غزة، والذي يشهد جمودا، في حين أن التركيز على دول الخليج يعود إلى أن ترامب يبحث عن صفقات اقتصادية.

وتعتمد الطريقة التي يدير بها الرئيس الأميركي السياسة الخارجية على منهجه في عقد الصفقات وهو غير مناسب لإسرائيل الآن، والتي لا أحد يشكك في تحالفها الراسخ مع الولايات المتحدة، وقد يؤدي هذا المنهج إلى تقديم تنازلات في موقفها من غزة ويفرض عليها وقف تدخلاتها المستمرة في سوريا.

ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة إلى مصر، فالملف الوحيد الذي يعيدها إلى سلّم الأولويات في أجندة ترامب هو قبولها بمقترحه السابق بشأن التوطين واستقبال عدد من سكان غزة في أراضيها، وهو ما أعلنت القاهرة رفضه أكثر من مرة.

ولا يزال الوقت مبكرا للقطع بأن تغيير الأولويات في سلّم الإدارة الأميركية سوف يؤدي إلى تغيير في التحالفات، لأن الأفكار التي يحملها ترامب ويعلن عنها يمكن التخلي عنها في أيّ وقت، بينما ما يتعلق بالإستراتيجيات الخاصة بعقد التحالفات يخضع لتوازنات دقيقة، يصعب فضها عند أول خلاف أو تباين من الممكن التفاهم حوله بالمزيد من النقاش.

وكشفت مصادر مصرية لـ”العرب” أن القاهرة تتحسب من مفاجآت ترامب غير المتوقعة، وهو ما يفسر زيادة ميلها خلال الفترة الماضية نحو روسيا والصين، وتطوير خطط التعاون معهما في مجالات عسكرية، وأرسلت إشارات بأنهما أصبحتا خيارين مهمين على المستوى الاقتصادي، من دون أن تظهر رغبة في الصدام مع الولايات المتحدة، وبدا هذا التوجه كعلامة لتنويع الخيارات أكثر منه تبديلا للتحالفات.

وأوضحت المصادر ذاتها أن مصر تخشى أن يتحول التبدل في أولويات ترامب إلى تأثير مباشر على شكل التحالف مع الولايات المتحدة إذا رفضت القاهرة الدخول في صفقات سياسية معه، وهو أمر ربما يضعها في مساومة تاريخية، تفضي إلى تأثير على المعادلة الراهنة في المنطقة، التي تتحكم واشنطن في الكثير من مفاتيحها.

Visited 2 times, 2 visit(s) today

تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر  و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال  سفارات وجاليات ،  وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم  سياحة وآثار  ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى