سياسة خارجية

نتنياهو وحماس وخريطة ترامب الجديدة

صوت المصريين - The voice of Egyptians

 

لا تزال المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تراوح مكانها، وسط اتهامات متزايدة لحركة حماس بـ”المماطلة” و”سحب أقدامها” في مسار التفاوض، ولحكومة بنيامين نتنياهو بعدم الجدية وغياب النية لوقف الحرب، ما يُفاقم من حجم المعاناة الإنسانية ويدفع سكان القطاع إلى ما يصفونه بـ”جحيم مستمر”.

وبالرغم من تحرير حماس للرهينة الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، وما أعقب ذلك من ترحيب أميركي ودولي، إلا أنَّ التصريحات الإسرائيلية الرسمية الأخيرة لا تبدو متفائلة بشأن مسار المفاوضات الحالي.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت في مطلع الشهر الجاري عن منحها الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية موسعة في قطاع غزة، حيث أكد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة قائلاً: “سنضغط، ضغطاً عسكرياً، لضمان إعادة الرهائن، ومن ثم القضاء على حماس”.
المجلس العربي الافريقي و اتحاد المستشفيات العربية يطلقان شراكة استراتيجية لدعم القطاع الصحي

بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء الفلسطيني حسين الشيخ أنَّ الأولوية القصوى لدى الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية هي وقف الحرب، وتسريع إدخال المساعدات، وبدء مسار لإعادة الإعمار، داعياً حماس إلى تفويت الفرصة، والكفّ عن منح حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة المزيد من الذرائع لمواصلة الحرب.

على الصعيد المحلي، تصاعدت في الأيام الأخيرة حدة الانتقادات الموجهة لحماس، حيث عبّر العديد من الغزيين عن استيائهم من التهاون بحياتهم، وعدم وجود مسعى جاد لإنهاء الحرب التي يدفع المدنيون العزّل ثمنها.

وبلغت الأزمة الإنسانية في القطاع مستويات غير مسبوقة، مع نقص حاد في المواد الغذائية، والمياه الصالحة للشرب، والمستلزمات الطبية. كما تعاني المستشفيات، التي لم تُدمَّر، من ضغط هائل في ظل استمرار القصف.

من جهتها، تتهم حماس الحكومة الإسرائيلية برفض تقديم ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار، وتسهيل إدخال المساعدات، والانسحاب الكامل من القطاع، فيما تصرّ حكومة بنيامين نتنياهو على استكمال عملياتها العسكرية بهدف “إسقاط حكم حماس وتحرير الرهائن المحتجزين”.

هذا وقد أظهرت استطلاعات رأي محلية تراجعاً لافتاً في شعبية حماس في كل من غزة والضفة الغربية منذ اندلاع الحرب، وسط انتقادات حادة لقيادات الحركة التي وصفت ضحايا الحرب بـ”الخسائر التكتيكية”، في وقت تتحدث فيه مصادر عن خلافات متصاعدة بين قيادات الداخل والخارج بشأن إدارة الأزمة.

وفي الميدان، شهدت مناطق عدة في القطاع مظاهرات شعبية غير مسبوقة، عبّر خلالها المحتجّون عن رفضهم لاستمرار الحرب وتدهور الأوضاع المعيشية، في مشاهد نادرة تعكس تصاعد الغضب الشعبي. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه التحركات فاجأت المراقبين، في ظل ما وصفته بـ”القمع المستمر” لأي صوت معارض داخل غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حماس شدّدت من إجراءاتها الأمنية في محاولة لمنع تكرار هذه التحركات، لا سيما بعد التظاهرات اللافتة التي شهدها القطاع في آذار (مارس) الماضي.

ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أنَّ الدعم الشعبي لحماس تراجع بشكل واضح خلال الأشهر الماضية، قائلاً إن “إنهاء الحرب بات مطلباً ملحّاً داخل غزة”، محذّراً من “تقديم الحسابات السياسية والعسكرية على حساب حياة المدنيين الذين دُمّر حاضرهم ومستقبلهم”.

أخيراً وليس آخراً، حسب تقديرات ميدانية، أدت العمليات العسكرية إلى تدمير نحو 90 بالمئة من البنية التحتية للقطاع، وتهجير ما يقارب مليوني شخص، ومقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 110 آلاف آخرين، وبالرغم من تصاعد الغضب الشعبي في الشارع الفلسطيني، الذي توحّد خلف شعارات مثل: “بدنا نعيش… برّا برّا برّا، حماس تطلع برّا”، و”كفى هذا الدمار والموت”، فإن المفاوضات بين إسرائيل وحماس لا تزال متعثّرة، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية مستمرة في قطاع يعيش تحت وطأة الحرب منذ أكثر من عام ونصف، كي يطرح السؤال نفسه: كيف ستكون بوصلة كل من نتنياهو وحماس في ظل تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحالية بالشرق الأوسط، وما يذهب له من تحضيرات لعقد تحالفات بالمنطقة من شأنها تغيير خريطة المنطقة تماماً؟

Visited 3 times, 1 visit(s) today

تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر  و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال  سفارات وجاليات ،  وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم  سياحة وآثار  ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى