سياحة وأثار

«اكتشافات الإسكندرية الغارقة» تُعيد مصر لصدارة السياحة العالمية

صوت المصريين - The voice of Egyptians

وضعت الاكتشافات الأخيرة للآثار الغارقة بالإسكندرية، مصر أمام لحظة فارقة فى تاريخها السياحى والحضارى، لحظة لا ترتبط فقط بما هو قائم فوق الأرض من آثار ومعابد وصروح فرعونية شاهقة، وحولتها إلى متحف طبيعى غارق، تختزن أعماقها مدنًا كاملة، وسفنًا تجارية، وتماثيل ضخمة، ومعابد، وأرصفة بحرية، لتقدم للعالم فصلًا جديدًا من التاريخ لم يُروَ بعد.

«اليونيدو»: اطلاق المرحلة الثانية لمشروع النمو الأخضر الشامل في مصر مطلع 2026

الدكتور مصطفى وزيرى الآمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق، أكد فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» أن الاكتشافات الأخيرة فى أبو قير جاءت لتفتح صفحة جديدة من هذه الحكاية، حكاية مصر بلد العجائب، مشيرًا إلى أن البعثات الأثرية تمكنت من انتشال خمس قطع نادرة من مياه البحر المتوسط، بينها تمثال ضخم من الكوارتز لأبى الهول يحمل خرطوش الملك رمسيس الثانى، ما يعكس امتداد نفوذ الفراعنة إلى البحر، كما عُثر على تمثال من الجرانيت يرجع للعصر البطلمى، وتمثال من الرخام الأبيض لرجل رومانى من طبقة النبلاء، فى مشهد يجسد التداخل الحضارى الذى طالما ميّز مصر. ولم تتوقف الاكتشافات عند هذا الحد، فقد أظهرت الأعماق بقايا مدينة رومانية غارقة بأبنيتها ومعابدها وصهاريجها وأحواض تربية الأسماك وموانئها، وكأنها مدينة متجمدة فى لحظة زمنية حية، كما تم الكشف عن سفينة تجارية محملة بالمكسرات والأمفورات المختومة وأدوات قياس، لتوثق لحظة من لحظات التجارة العالمية القديمة التى جعلت من الإسكندرية مركزًا بحريًا عالميًا.

وقال «وزيرى»، إن بداية الحكاية تعود إلى سبعينيات القرن الماضى عندما اكتشف مجموعة من الغواصين آثارًا كثيرة فى قطاع البحر المتوسط قبالة الإسكندرية، وكان اكتشافا عالميا عظيما كشف صفحات عن تاريخ غير معلوم لمصر، بعد ذلك قاد عالم فى «آثار ما تحت الماء» فرنساوى الجنسية اسمه فرانك جوديو أعمال التنقيب فى موقعى المدينتين الغارقتين كانوبوس وأنتيرودس فى موقع الميناء القديم للإسكندرية، واكتشف ثونيس هرقليون على بعد ٧ كم من أبى قير بالإسكندرية، موضحًا أن مصر كانت سباقة واهتمت بهذه الآثار منذ زمن وأنشئت إدارة للآثار الغارقة منذ عام ١٩٩٦.

وكشف «وزيرى» أن غالبية هذه الآثار الغارقة ليست فى الأصل آثارا يونانية وبيزنطية، بل هى مزيج من الحضارات المصرية القديمة واليونانية والرومانية، حيث كانت مدن مثل ثونيس- هرقليون الإغريقية مدنًا مصرية تقع عند مصب النيل القديم، ورغم وجود الآثار اليونانية والرومانية التى تشكل جزءًا من تراث الإسكندرية، إلا أن الآثار المصرية القديمة كانت موجودة أيضًا فى هذه المواقع قبل ظهور الإغريق والرومان، وكانت تؤخذ لتزيين المعابد، وأن هذه الاكتشافات ليست مجرد قصص أثرية تضاف إلى رصيد مصر، بل هى ثروة استراتيجية قادرة على تغيير قواعد اللعبة فى صناعة السياحة العالمية.

وأشار إلى أن مصر أقامت معرضًا فى العديد من دول العالم للآثار الغارقة، بدأت رحلة المعرض عام ٢٠١٥م، حيث تم عرضه فى معهد العالم العربى فى فرنسا تحت عنوان (أوزيريس، أسرار مصر الغارقة) ثم انتقل إلى المتحف البريطانى بإنجلترا حتى أنهى رحلته فى مدن أوروبا فى مدينة زيورخ بسويسرا، ثم بدأ رحلته بالولايات المتحدة الأمريكية بمدينة سانت لويس بولاية ميسورى ثم مينابولس بالولايات المتحدة الأمريكية وفى محطته الثالثة فى ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وكشف أن فكرة المعرض دارت حول المعبود أوزيريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية وتستغل فيه الآثار التى تم الكشف عنها فى الماء بواسطة بعثة المعهد الأوروبى للآثار تحت الماء، سواء المخزنة أو المعروضة فى كل من متحف الإسكندرية القومى ومكتبة الإسكندرية، مدعوما ببعض القطع الأثرية من المتحف المصرى والمتحف اليونانى الرومانى.

وأشار إلى أن أهم هذه القطع هى التماثيل العملاقة (ارتفاع ٥ أمتار) لملك وملكة غير معروفين من العصر البطلمى والمعبود حعبى، وكذلك لوحة هيراكليوم وهى اللوحة التوأم للوحة نقراطيس المحفوظة بالمتحف المصرى بالإضافة للوحة أطلقنا عليها اسم هيركليوم انتشلت من موقع هيراكليوم (٦ x ٤ أمتار) وهى لوحة مكتوبة باللغتين المصرية القديمة (هيروغليفية) واليونانية ترجع لعصر بطلميوس الثامن، كما يتم عرض مجموعة من الرؤوس للمعبود سرابيس وتمثالين لملكتين بطلميتين مرتديتين ملابس إيزيس من موقع كانوب، أما من الميناء الشرقى فيعرض تمثال الكاهن، كما يعرض مجموعة من اللقى الفخارية من المواقع الثلاثة وتماثيل برونزية صغيرة وبعض الأدوات البرونزية وخاصة مجموعة من المغارف التى تم الكشف عنها بمعبد المدينة، هذا إلى جانب مجموعة من الحلى والتمائم من المواقع الثلاثة، هذا بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الآثار من كل من المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والمتحف المصرى بالقاهرة والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بعبادة أوزوريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية مثل عجل ابيس وتمثال سرابيس الخشبى وعمود جت وعين ودجات وتماثيل أوزوريس وإيزيس وحورس على شكل إنسان أو صقر وحربوقراط وما يخصهم من آثار أو المعبودات التى تشبهت بهم فى العصور المختلفة.

ولفت إلى أن بعض الدول تمتلك مواقع أثرية غارقة، فإن مصر تتفرد بامتلاكها منظومة متكاملة من المدن والموانئ الغارقة الممتدة عبر عصور مختلفة، بدءًا من الفرعونى مرورًا بالبطلمى والرومانى، وصولًا إلى فترات لاحقة، هذا التنوع يجعل التجربة المصرية حالة متفردة، قادرة على جذب ملايين الزوار الذين يبحثون عن تجارب تجمع بين المغامرة والثقافة والبيئة البحرية.

وشدد على أن المعارض الدولية أثبتت نجاحها بالفعل، مثل معرض «أوزوريس وأسرار مصر الغارقة» فى باريس الذى جذب ملايين الزوار، والمعرض الذى استضافه المتحف البريطانى تحت عنوان «مدن غارقة: عوالم مصر الضائعة». مثل هذه المعارض تعكس تعطش العالم لاكتشاف المزيد من أسرار مصر، وهو ما يتطلب الاستمرار فى تنظيمها وتوسيعها إلى أسواق جديدة فى آسيا وأمريكا اللاتينية. إلى جانب ذلك، فإن المنصات الرقمية مثل «أطلس الآثار الغارقة فى مصر» يمكن أن تقدم تجربة تفاعلية افتراضية تجذب فئات واسعة من الشباب حول العالم. كما أن إنتاج أفلام وثائقية وسياحية بلغات متعددة سيكون أداة فعالة لتعزيز الترويج على مستوى عالمى.

تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر  و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال  سفارات وجاليات ،  وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم  سياحة وآثار  ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى