الدكتور رؤوف رشدي يكتب: ست سنوات في القاهرة: فترة السفير صالح موتلو شين الديناميكية

ست سنوات في القاهرة: فترة السفير صالح موتلو شين الديناميكية

بقلم: الدكتور رؤوف رشدي

مع بلوغ صديقي العزيز السفير صالح موتلو شين ست سنوات في منصبه كسفير لجمهورية تركيا في القاهرة، تبرز فترة عمله بما تميزت به من انخراط دبلوماسي نشط، وبناء جسور اقتصادية متينة، ومشاركة فاعلة في الساحة الاجتماعية والتعليمية في مصر. ويسرني أن أستعرض هنا أنشطته المتعددة الأوجه، بهدف تقديم صورة شاملة عن أثره العميق.

⸻

الإنجازات الدبلوماسية

إحياء العلاقات التركية-المصرية
• لعب السفير شين دورًا محوريًا في استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين تركيا ومصر، بعد عقد من التوتر، من خلال تأكيده على الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل بين البلدين.
• سهّل زيارات رفيعة المستوى، شملت لقاءات رئاسية ووزارية متكررة، مما مهّد الطريق لتعاون أعمق في مجالات التجارة والاستثمار والأمن الإقليمي.

⸻

الدبلوماسية الاقتصادية
• شهدت الاستثمارات التركية في مصر ازدهارًا ملحوظًا تحت قيادته، حيث بلغ حجم التبادل التجاري 8.8 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 مليارات دولار في عام 2025.
• دعم تنظيم فعاليات تجارية كبرى مثل معرض الدنيم والچينز ومعرض كايرو فاشون وتكس، واللذين جمعا مئات العلامات التجارية المصرية والتركية، وعززا فرص الشراكة والتصدير.
• لعب دورًا رئيسيًا في جذب استثمارات تركية جديدة، من بينها مشروع بقيمة 120 مليون دولار في منطقة غرب القنطرة الصناعية، كما دعا إلى استئناف خدمات النقل البحري (رورو) لدعم التبادل التجاري.

⸻

الانخراط الاجتماعي والتعليمي

تعزيز التعاون الأكاديمي
• حرص السفير شين على دفع التعاون التعليمي، كما تجلى في زيارته لجامعة النيل، حيث ناقش سبل التعاون التركي-المصري في مجالات الابتكار وتبادل المعرفة.
• دعم مقترحات إنشاء مراكز تدريب مهني داخل المناطق الصناعية، بهدف تأهيل الشباب المصري بمهارات تلائم متطلبات الصناعات الحديثة.

المبادرات الثقافية والمجتمعية
• سلط الضوء على الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين تركيا ومصر، من خلال تنظيم ودعم فعاليات ثقافية مثل حفلات الموسيقى الكلاسيكية التركية، ومشروعات وثائقية تحتفي بالإرث المشترك.
• استخدم منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة مستجدات اللقاءات الثنائية والمنتديات الاقتصادية والفعاليات الثقافية، ما عزز الشفافية والتواصل المجتمعي.

⸻

الحضور الإعلامي والرقمي
• يحافظ السفير شين على حضور نشط عبر منصات مثل فيسبوك، حيث يشارك بانتظام رؤى من اللقاءات الدبلوماسية، والمنتديات الاقتصادية، والأنشطة الثقافية، مما يعكس التزامه بالشفافية والدبلوماسية العامة.
• وتظهر منشوراته التزامًا واضحًا بروح التضامن والمنفعة المتبادلة والشراكة الاستراتيجية بين تركيا ومصر، وهو ما يجد صدىً لدى الجمهورين المصري والتركي.

⸻

المبادرات الإنسانية والإقليمية
• أعرب السفير شين عن دعمه القوي لدور مصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بأزمة غزة، حيث جاء موقف تركيا متناغمًا مع موقف مصر في رفض تهجير الفلسطينيين ودعم جهود إعادة الإعمار.
• كما أشاد بمساهمات مصر الإنسانية، خاصة فتح ميناء العريش لتقديم المساعدات لتركيا خلال كارثة الزلزال، ودعا إلى تعزيز التعاون في الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء.

⸻

خاتمة

لقد اتسمت فترة السفير صالح موتلو شين في القاهرة بمزيج من الحكمة الدبلوماسية والرؤية الاقتصادية والانخراط الاجتماعي البنّاء. وقد نجحت جهوده في إعادة إحياء العلاقات التركية-المصرية، وتعزيز شراكات مستدامة في مجالات التجارة والتعليم والثقافة، تاركًا إرثًا من التعاون والاحترام المتبادل.

#رؤوف_رشدي