استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم قد يؤثر على الصحة النفسية للطلاب (دراسة)

كشفت دراسة حديثة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في يونيو 2025 عن تأثيرات محتملة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT على النشاط الدماغي والصحة النفسية للطلاب، أظهرت قياسات التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG) أن الاعتماد المفرط على هذه الأدوات في كتابة المقالات يؤدي إلى تراجع ملحوظ في وظائف الدماغ المعرفية، مقارنة بالطلاب الذين يستخدمون محركات البحث أو يعتمدون على مهاراتهم الذاتية.

ورغم أن الدراسة لم تُراجع بعد من جهات متعددة واعتمدت على عينة صغيرة، إلا أن النتائج أثارت قلق الباحثين حول تأثير هذه الأدوات على عملية التعلم طويلة المدى، خصوصًا في مجالات الدافعية الأكاديمية والمرونة النفسية والعلاقات الاجتماعية.

رئيس المكتب التجاري ببرلين: 1.5 مليار يورو صادرات مصر لألمانيا خلال 2024

فيما يخص الدافعية الأكاديمية، أظهرت النتائج أن الطلاب الذين استخدموا ChatGPT أصبحوا أقل اجتهادًا واعتمدوا بشكل أكبر على النسخ واللصق، مع شعور ضعيف بالانتماء لما يكتبونه، ما قد يقلل الرغبة في التعلم ويزيد مخاطر القلق والاكتئاب. ومع ذلك، تشير دراسات أخرى إلى أن هذه الأدوات قد تعزز إنتاجية بعض الطلاب وتزيد التفاعل الأكاديمي، ما يجعل تقييم استخدامها بدقة أمرًا ضروريًا.

أما في مجال المرونة النفسية، فقد أظهرت الدراسة أن إعادة كتابة المقالات دون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كانت صعبة على الطلاب، مع انخفاض نشاط موجات ألفا وبيتا المرتبطة بالاسترخاء والتفكير التحليلي. هذا يوحي بأن الإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يحد من الإبداع ويزيد مستويات التوتر عند مواجهة التحديات الأكاديمية، رغم أن الذكاء الاصطناعي قد يسهل الوصول إلى المعلومات ويعزز التفكير النقدي عند الاستخدام الموجه.

وبالنسبة للعلاقات الاجتماعية، أظهرت الدراسات أن بعض الطلاب أصبحوا يلجأون إلى روبوتات الدردشة للحصول على دعم عاطفي، ما ساعد في البداية على تقليل الشعور بالوحدة، لكنه قد يؤدي مع الإفراط إلى زيادة العزلة وتقليل التفاعل الاجتماعي الواقعي. كما أشارت تقارير إلى أن نوعية المحادثات مع هذه الأنظمة قد تتطلب إشرافًا مهنيًا لتفادي أي تأثيرات سلبية.

تخلص الدراسة إلى أن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم مرتبط بطبيعة الاستخدام وسلوك الطالب، ما يجعل من الضروري أن تراقب مراكز الإرشاد النفسي في المدارس والجامعات هذه الاستخدامات، وتوظف الذكاء الاصطناعي بطريقة تعزز الصحة النفسية وتدعم العملية التعليمية دون تقويض المهارات الذاتية للطلاب.