د. خالد عمر يكتب: الفرق كبير بين تنمية لكي تعيش ، وبين تنمية لكي تنهض؟

في أي سنة أولي في أي جامعة أو كلية أو مؤسسة تعليمية لدراسة علم الاقتصاد ، هناك مباحث عن التنمية بكافة أشكالها وأنواعها سواء كانت اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية ، وحضارية وخلافة ، وأهمية تلك التنمية للشعوب والأمم، ولكافة البلدان والمجتمعات ، والأنظمة ، سواء غنيمة أو فقيرة ، متقدمة أو نامية .

ولكن هناك فرق كبير بين تستهدف معدل تنمية لكي تنهض وتتقدم ، وبين أن تستهدف معدل تنمية لكي تعيش وتبيقي علي قيد الحياة ، كمن يقف في مكانه لا يتحرك ، وغيرة يسير بسرعة الصاروخ.

أن الفجوة الحضارية بين الدول الغنية والفقيرة هوة كبيرة ، ولكي تلحق الدول الفقيرة أو النامية أو الراغبة في النمو تحتاج إلى معدلات نمو مرتفعة .

وان معدل نمو 3 أو 5 أو 7 % هي معدلات لاستمرار بقاء تلك الدول كما هي ساكنة ، وليس لنهضتها أو تقدمها .

وعلي المسئولين ومتخذي وصانعي القرار العلم بذلك ، وأن معدلات التنمية الضعيفة لا تصنع نهضة أو تقدم ولكنها تبقي التباعد بين العالم الغني والعالم الفقير ، بل تزداد يوم بعد يوم .

أدعوا الخبراء ممن ينادون و يتغنون ليل نهار بالتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ، وخلافة من البدع والخزعبلات الاقتصادية الوهمية ،
أن يتقوا الله في أوطانهم ، فهي بضاعة فاسدة : لسبب بسيط ، أن تلك الأمور تحتاج تحتاج إلى تكنولوجيا باهظة الثمن والتكاليف ، لا تمتلكها الدول الفقيرة أو الساعية للنمو ؟
وما يزيد الطين بله ، أن من يمتلك تلك التكنولوجيا هي الدول المتقدمة ، فعلي الدول الفقيرة الاستعانة بالدول التي تمتلكها وهي بالطبع الدول الغنية والمتقدمة !!! فبدلاً من أن يعطي الغني الفقير ، أصبح الفقير هو من يعطي الغني !! وهنا بيت القصيد!! وان من يروجون لتلك المصطلحات هم واضعي السم في العسل ، فهم أدوات للدول الغنية والمتقدمة ، لابتزاز الدول والشعوب ، وهو الفخ المنصوب لها .

إلا تعلمون ، إلا تفقهون ، إلا تعقلون .
مع خالص تحياتي.