مقالات

د. خالد عمر يكتب: قد تستطيعوا محو غزة من الجغرافيا ، ولكن ستبقي في التاريخ.

صوت المصريين - The voice of Egyptians

مايقرب من 35 شهرا ، ودك غزة متواصل ومستمر أمام العالم ، في صمت رهيب ، صمت القبور والجبانات ، ورفع رايات وشعارات الشجب والرفض والتنديد ، ومظاهرات لا تغني ولا تسمن من جوع!!! الجوع الذي ضرب الحجر قبل البشر في مشهد وحادثة من اسوء الأحداث دموية ولا إنسانية في زمننا المعاصر.

وسط كم هائل من اللقاءات والمؤتمرات والندوات والاجتماعات والمناشدات لوقف الحرب وفك حصار الجوع و العطش ، في منظر يعيدنا إلي أزمنة بعيدة لم نراها ، ولكننا قرأناها في كتب التاريخ أو سمعنا عنها من السلف ، واليوم نراها علي الهواء مباشرة ، ومن موقع الحدث .

وأخيرا تخرج تصريحات بإعلان غزة منطقة مجاعة ، وان الحرب مستمرة حتي محو غزة ، وانه خلال أسبوعين أو ثلاثة سوف تضع الحرب أوزارها.

ورغم مفاوضات وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن ، التي تسير للإمام خطوة ، وترجع للخلف خطوات ، ولا نعلم حقيقة الأمور ؟

ولكن نتوقف عن تصريح صدر أول أمس بمحو غزة ، وهذا أمر خطير للغاية ، وله دلالة علي هذه الحرب ليست من أجل تحرير الرهائن و المختطفين ، ولكنها لمحو غزة جغرافيا شعبنا وأرضا ، وقضية فلسطين والعرب والإنسانية كلها.

لقد فقد العالم مصدقيتة ، وسقط ورقة التوت ، أمام الأجيال الحالية والقادمة ، وان مايحدث في غزة هو دليل صارخ وحي علي عجز وضعف العالم عن وقف الحرب ، أو إيجاد حل.

بالأمس راحت وضاعت الأندلس ، ولكنها بقت في التاريخ ، شاهد علي أحداث وشخصيات وأسباب الضياع والانكسار ،
والتي رصدها وجمعها المؤرخين في : عدم المساواة وغياب العدالة ، وانتشار مظاهر الترف و البذخ وشيوع الظلم ،
و موالاة الأعداء ، وانتشار الجهل ، والدجل والشعوذة ، وانتشار الوسطة والمحسوبية علي حساب الكفاءة والجدارة والاستحقاق ، وغيرها من الأسباب والعوامل.

واليوم غزة ،التي فتحها القائد عمرو بن العاص ، وهي مسقط رأس الإمام الشافعي ، رضي الله عنهما ، قد تستطيعوا محو غزة من الجغرافيا ، ولكنها سوف تبقي في التاريخ ، والتاريخ لا يرحم ولا يجامل.

تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر  و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال  سفارات وجاليات ،  وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم  سياحة وآثار  ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى